للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفقر) . وهذا هو الواقع، من الناس من يكون الفقر خيراً له، ومن الناس من يكون الغنى خيراً له، ولكن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ حذر من غنى مطغٍ وفقر منسٍ.

الثالث: قال: (أو مرضاً مفسداً) المرض يفسد على الإنسان أحواله، فالإنسان ما دام في صحة؛ تجد منشرح الصدر، واسع البال، مستأنساً، لكنه إذا أصيب بالمرض انتكب، وضاقت عليه الأرض، وصار همه نفسه، فتجده بمرضه تفسد عليه أمور كثيرة، لا يستأنس مع الناس، ولا ينبسط إلى أهله؛ لأنه مريض ومتعب في نفسه. فالمرض يفسد على الإنسان أحواله، والإنسان ليس دائماً يكون في صحة، فالمرض ينتظره كل لحظة. كم من إنسان أصبح نشيطاً صحيحاً وأمسى ضعيفاً مريضاً، بالعكس؛ أمسى صحيحاً نشيطاً، وأصبح مريضاً ضعيفاً. فالإنسان يجب عليه أن يبادر إلى الأعمال الصالحة؛ حذراً من الأمور.

الرابع: (أو هرماً منفداً) الهرم: يعني الكبر، فالإنسان إذا كبر وطالت به الحياة، فإنه ـ كما قال الله عز وجل (يرد إلى أرذل العمر) أي إلى أسوئه وآرائه، فتجد هذا الرجل الذي عهدته من أعقل الرجال، يرجع حتى يكون مثل الصبيان، بل هو أردأ من الصبيان؛ لأن الصبي لم يكن قد عقل، فلا يدري عن شيء، لكن هذا قد عقل وفهم الأشياء، ثم رد إلى أرذل العمر، فيكون هذا أشد عليه؛ ولذلك نجد أن الذين يردون إلى أرذل العمر ـ من كبار

<<  <  ج: ص:  >  >>