للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله قال: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي تصفين، يعني الفاتحة، فإذا قال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ، قال: حمدني عبدي، وإذا قال: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) قال: أثنى على عبدي) . ففرق بين الحمد والثناء.

والمهم أن الإنسان إذا جمع بين التسبيح والحمد، فقد جمع بين إثبات الكمال لله ونفى النقائض عنه.

أما قوله: (وَاسْتَغْفِرْهُ) ، فمعناه: أطلب منه المغفرة، والمغفرة هي التجاوز عن الذنب والستر، يعني: المغفرة تجمع بين الستر الذنب والتجاوز عنه، وذلك من مدلول اشتقاقها، فإنها مأخوذة من المغفر؛ وهو ما يوضع على الرأس عند الحرب ليقي السهام، فهو واق وساتر.

وأما قوله: (إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) ، ففيه أن الله ـ عز وجل ـ موصوف بكثرة التوبة، لقوله: (تَوَّاباً) وهي صيغة مبالغة، لكثرة من يتوب؛ فيتوب الله عليه.

والله ـ عز وجل ت تواب على عبده توبة سابقة لتوبته، وتوبة لاحقه لها، كما قال الله تعالى: (ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا) (التوبة: ١١٨) ، فالتوبة السابقة: أن يوفق الله العبد للتوبة، والتوبة اللاحقة: أن يقبل الله منه التوبة إذا تاب إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>