لقد دخلنا من باب البريد، نحن بين بابين على اليمين وعلى اليسار، لندخل من اليسار، هذه القاعة الكبيرة التي اتخذتها دائرة الأوقاف للاستقبال هي مشهد عثمان.
والمشاهد مساجد صغيرة ملحقة بالجامع، كان لكل منها إمام خاص.
فإذا خرجنا منه، وجدنا بعده باباً لغرفة واسعة، وكانت تسمى قديماً بيت الزيت الغربي، وكانت (كما هي اليوم) مستودعاً للمسجد.
فإذا صرنا في زاوية الرواق، وجدنا آثار غرفة، كانت هناك قديماً هي زاوية الغزالي لأنه نزل بها، وهي في الأصل أساس الصومعة الغربية التي أُزليت هي والشرقية المقابلة لها قبل الفتح الإسلامي.
وهذا الباب الصغير المفتوح في شمال المسجد، هو باب مدرسة الكلاّسة التي أنشأها نور الدين سنة ٥٥٥، ثم احترقت هي ومنارة العروس بعد إنشائها بأمد يسير، فجدّدها صلاح الدين هي والمنارة، وهذه هي المنارة الرئيسية اليوم، وفيها أذان الجماعة الذي أُحدث في عصور متأخرة. ذلك لأنها تطل على صحن المسجد، وفيها الآلة الفلكية التي تسمى البسيط، والبسيط الذي كان فيها من صنع ابن الشاطر رئيس المؤذنين بالجامع في القرن الثامن، ثم انكسر بيد جدنا الشيخ محمد الطنطاوي المتوفى سنة ١٣٠٤، فصنع البسيط الموضوع الآن، ويقول