الصنائع العجيبة، ومعينهم على الثاني لما ليس موجوداً في طبائعهم البشرية، ومظهر آياته على أيدي من يشاء من خلقه، لا إله إلا سواه. والقبتان على قاعدة مستديرة من الحجارة العظيمة، قد قامت فوقها أرجل قصار ضخام من الحجارة الصمّ الكبار، وقد فتح بين كل رجل ورجل شمسية، واستدارت الشمسيات باستدارتها، والقبتان في رأي العين واحدة. وكنّينا عنها باثنتين لكون الواحدة جوف الأخرى والظاهر منها قبة الرصاص.
ومن جملة عجائب ما عاينّاه في هاتين القبتين أننا لم نجد فيهما عنكبوتاً ناسجاً، على بعد العهد من التفقّد لهما من أحد، والتعهد لتنظيف مساحتهما. والعنكبوت في أمثالهما موجود كثير، وقد كان حقق عندنا أن الجامع المكرم لا تُنسج فيه العنكبوت ولا يدخله الطير المعروف بالخطاف.
وقد تقدم ذكرنا لذلك في هذا التقييد، فانصرفنا منحدرين، وقد قضينا عجباً عجاباً من هذا المنظر العظيم.
[الأموي في القرن الثامن]
وقد زار المسجد الرحالة ابن بطوطة، في أوائل القرن الثامن، ووصف المسجد، وليس في وصفه اختلاف كبير عن وصف ابن جبير.