لا تعجبوا من أنّني كَنّيَتُه ... مِنْ بَعْد ما قَدْ سَبَّنا وآذانا
فالله قد كَنَّى أبا لَهب وما ... كنّاه إلاّ خزيةً وهوانَا
ومن قوله في الزّهد:
ثَلاَثٌ وسِتُّونَ قَدْ جُزْتَها ... فماذا تُؤَمِّل أو تَنْتَظِرْ
وحلَّ عليكَ نذيرُ المَشِيبِ ... فما ترعوي أو فما تَزْدَجِرْ
تمرّ لياليكَ مَرَّاً حَثِيثَاً ... وأَنْتَ على ما أرى مُسْتَمِرْ
فلو كُنْتَ تَعقِلُ ما يَنقَضي ... من العُمْر لاعتضْتَ خَيراً بَشَرْ
فما لك لا تستعدُّ إّذاً ... لدارِ المُقَام ودار المقرْ
أترغب عن فَجْأةٍ للِمَنُونِ ... وتَعْلمُ أنْ ليس منها مَفَرْ
فإمّا إلى جنّة أُزْلِفَتْ ... وإمّا إلى سَقَر تَسْتَعِرْ
وقحط الناس في بعض السنين آخر مدة الناصر لدين الله أمير المؤمنين فأمر القاضي منذر بن سعيد بالبروز إلى الاستسقاء بالناس فتأهب لذلك وصام بين يديه ثلاثة أيام تنفّلاً ولإنابة واستجداءً ورهبة