وذي عَذَل فيمن سبانيَ حُسْنُه ... يُطيل مَلامي في الهَوَى ويقُولُ
أمِنْ حُسْن وَجهٍ لاحَ لم ترَ غَيْرَه ... ولم تدرِ كيف الجِسْمُ أَنتَ قَتِيلُ
فقلتُ له أسرفتَ في اللَّوْم فاتّئد ... فعنديَ ردٌّ - لو شاءُ - طَوِيلُ
ألم ترَ أنّي ظاهِريٌّ وأنَّني ... على ما بدا حتَّى يقومَ دَلِيلُ
وله أيضاً:
هل الدَّهْرُ إلاّ ما عرفنا وأَنْكرنا ... فجائعه تبقى ولذَّاتُه تَفْنَى
إذا مكنت فيه مَسَرَّةُ ساعةٍ ... تَوَلَّت كمرِّ الطَّرْف واستخلفت حُزْنَا
إلى تَبِعَاتٍ في المَعَاد ومَوْقِفٍ ... نَوَدُّ إليه أنَّنا لم نكن كُنَّا
حَصَلنَا على همّ وإثم وَحَسرَة ... وفات الذي كنّا نَلذُّ به عنّا
حنينٌ لِمَا وَلَّى وشغْلٌ بِمَا أتَى ... وهمّ بها يَغشَى فعينًك لا تَهْنَا
كأنَّ الذي كُنَّا نُسّرُّ بكَوْنِهِ ... إذا حَقَّقَتْه النَّفسُ لَفظٌ بلا مَعْنَى
ولي نَحْو أكْنافِ العِرَاق صَبَابَةٌ ... ولا غَرْوَ أن يَستْوحِش الكَلِفُ الصّبُّ
فإن يُنزِل الرحمنُ رَحْلي بَيْنهم ... فحينئذ يبدو التّأسُّف والكَرْبُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute