للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زهر من الإحسان وأقطفه، فما أصغى إليه، ولا ألغى موجدته عليه، وله في السجن أشعار صرّح فيها ببثِّه، وأفصح فيها عن جُلِّ الخَطب لفقد صبره ونكثه، فمن ذلك قوله:

لك الأمنُ مِنْ شَجْوٍ ... يزيد تَشَوقُّي

ومنها:

فوافوا بنا الزهراء في حال خالع ال ... أئِمةِ لاستيغالهم في التَّوثٌّقِ

وحولَي مِنْ أهْلِ التأدُّبِ مَأتَمٌ ... ولا جُؤْذرٌ إلاّ بثوبٍ مُشَقَّقِ

فلو أنّ في عيني الحمام كرَوْضِهَا ... وإنْ كَانَ في ألوانه غير مُشفقِ

ونادَى حِمَامي مُهْجتي لتغَافَلت ... فهلا أجابت وهو عندي لمحنق

أعينيَّ إنْ كانت لدمعيَ فَضْلَةٌ ... تثبّت صَبْري ساعةً فتدَّفقي

فلو ساعدت قالت أمِنْ قِلَّة الأسى ... تنقّت دُمُوعي أمْ مِنَ البَحْرِ تَسْتَقي

ومنها:

تكلّفني أنْ أُعْتبُ الدَّهْرَ أنَّها ... لجَاهِلَةٌ من لي بأعتاب محنقٍ

وقالت: تظنّ الدَّهْرَ يَجْمعُ بيْنَنا ... فقلتُ لها: مَنْ لِي بظنّ مُحقَّقِ

ولكنّني فيما زجرتُ بِمُقْلَةٍ ... زجرتُ اجتماعَ الشّمْل بعد التفرّقِ

<<  <   >  >>