للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الأول:- شفاعة كلمة التوحيد- لا اله إلا الله محمد رسول الله-.

باديء ذي بدء لابد أن نقف على معنى "كلمة" ومعنى" توحيد" وما معناهما مركبتين؟. فالكلمة: هي اللفظ الموضوع لمعنى مفرد (١).

والتوحيد: واصلها: وحَّد، يوحد، توحيداً، ومعناها: الافراد (٢).

وكلمة التوحيد تعني: لا اله إلا الله محمد رسول الله (٣).

وتزداد قيمة الكلمة وأهميتها بازدياد أهمية موضوعها، وهل موضوع أعظم من توحيد الله؟ فالإنسان أذن يدخل الإسلام بكلمة، ويخرج من الإسلام بكلمة، يدخل الجنة بكلمة ويدخل النار بكلمة.

وأصل دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - "كلمة":يا قوم "قولوا لا اله إلا الله تفلحوا" (٤) ونحن نحكم بإسلام كل من يقول"لا اله إلا الله محمد رسول الله" فإذا قالها دخل حصن الإسلام ويعصم نفسه وماله، ويجب له ما للمسلمين من حقوق، وعليه من الواجبات ما عليهم (٥).

ولكلمة التوحيد في الدنيا منزلة خاصة بالإضافة إلى ما سبق: فمن قالها فلا يحل دمه ويصبح حراماً على المسلمين وحادثة أسامة بن زيد- رضي الله عنها- حينما قتل ذلك الرجل الذي قال لا اله إلا الله خوفاً ورهبة من السيف - كما ظنّ أسامة- ولما علم النبي - صلى الله عليه وسلم - عاتبه وقال له: ((أقتلته بعد أن قالها؟)) (٦) خير دليل.

أما في الآخرة فإنها ذات مكان عظيم فهي تشفع لكل من قالها خالصاً من قلبه ... فـ"لا اله إلا الله" مع ضميمتها "محمد رسول الله" تعتبران البطاقة الرابحة يوم القيامة ومن


(١) التعريفات، الجرجاني ص ١٠٤.
(٢) انظر مختار الصحاح، الرازي مادة وحد، ص٧١٢.
(٣) انظر فتح المجيد، عبد الرحمن آل الشيخ ص١٢.
(٤) انظر تخريجه في المسند الجامع ١٨/ (١٥٤٠٠).
(٥) الا ان ينكر شيئاً مما علم من الدين بالضرورة كالصلاة أو الصيام ... الخ.
(٦) انظر تخريجه في المسند الجامع ١/ (١٠٥).

<<  <   >  >>