للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك" (١).

وأقول: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو أول شافع في بعض الشفاعات. والملائكة كذلك في أنواع أخرى، فمثلاً النبي - صلى الله عليه وسلم - أول شافع في المحشر وعند الصراط وفي الجنة- والملائكة قد تكون أول الشفعاء في إخراج أهل النار -والله أعلم ..

[المطلب الثالث: شفاعة الشهداء:-]

جاء التصريح بشفاعة الشهداء في أكثر من حديث، فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (( ... ثم يقال ادعوا الشهداء فيشفعون لمن أرادوا وقال فإذا فعلتْ الشهداء ذلك يقول الله عز وجل أنا أرحم الراحمين)) (٢) الحديث-.

وكذا بسنده عن أبي بكرة - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - رضي الله عنه - (( ... ثم يؤذن للملائكة والنبيين والشهداء أن يشفعوا فيشفعون ... )) (٣).

وجاء في حديث المقداد بن معد يكرب - رضي الله عنه - مرفوعاً ((للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفرع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه)) (٤).

وجاء من طريق أبي الدرداء - رضي الله عنه - مرفوعاً ((يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته)) (٥).

يقول العلامة المناوى في شرحه لهذا الحديث:-

((من أهل بيته: شمل الأصول والفروع والزوجات وغيرهم من الأقارب ويحتمل ان المراد بالسبعين التكثير وفيه أن الإحسان إلى الأقارب افضل منه إلى الأجانب)) (٦).


(١) فتح الباري١١/ ٥٥٦، وانظر لوامع الأنوار البهية، السفاريني ٢٠٩.
(٢) انظر تخريجه برقم (١٨).
(٣) انظر تخريجه برقم (١٧).
(٤) انظر تخريجه برقم (٧٦).
(٥) ٤ انظر تخريجه برقم (٧٨).
(٦) فتح القدير، المناوي٦/ ٤٦٢، وانظر بذل المجهود، السهارنفوري ١٢/ ٧. وانظر لوامع الأنوار البهية، السفاريني ٢٠٩.

<<  <   >  >>