للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

أدلة الشفاعة من النقل والعقل

أولاً:- أدلة الشفاعة من القرآن الكريم:-

تقدم القول بأنّ بحثنا يقتصر على الاحاديث النبوية، الشريفة، ولا يتعرض إلى الآيات القرآنية إلاّ استتشهاداً فقط.

فالقران الكريم لا تنقضي عجائبه، لا تنفذ كنوزه، ومجال بحثنا يقصر عن ذلك كثيراً، فهو يتخصص بالاحاديث النبوية فحسب. وعلى الرغم من هذا فاني أرى من المناسب التوقف برهه عند الايات القرانية، على الاجمال لا التفصيل، تبركاً به اولاً، وحتى تكتمل صورة ((الشفاعة)) الاخروية.

ومن خلال العرض القراني لايات الشفاعة كانت على النحو الاتي:-

اولاً: الايات التي جاءت بلفظة الشفاعة، وهي على اقسام:-

أ- الآيات التي حصرت الشفاعة به تعالى، ونفتها عمَنُ سواه، فلا اخ ولا اب ولا حميم مطاع. فالله - جل جلاله-حينما يقول: ((وأنْذِرْ بِهِ الَّذينَ يَخافُونَ أنْ يُحْشَرُوا إلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيّ وَلا شَفِيعٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُون)) (١).

فلا ناصر، ولا معين، الا الله -تعالى- ((وذَكِّرْ بِهِ أنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ لَيْسَ لَها مِن دونِ اللهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ)). (٢)

وكذا قوله: ((ما لكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أفَلا تَتَذَكَّرُونْ)(٣) وقوله: ((قلْ لِلّهِ الشَفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَمَواتِ والأرْضِ ثُمَّ إلَيْهِ تُرْجَعُون)). (٤)

فالشفاعة المنفية هنا هي شفاعة الأنداد والاوثان. فقصر الشفاعة في الاخرة على الله -جل جلاله- ((لا ينافي مذهبنا في اثبات الشفاعة للمؤمنين، لأن شفاعة الملائكة للمؤمنين انما تكون باذن الله تعالى لقوله ((مَنْ ذا الذي يَشْفَعُ عِنْدَهُإلا بإذْنِهِ)


(١) الانعام / ٥١.
(٢) الانعام /٧٠.
(٣) السجدة /٤.
(٤) الزمر/٤٤.

<<  <   >  >>