للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[النوع الثالث: شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في إدخال قوم بغير حساب:-]

بعد أن يأذن الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - في الشفاعة لفصل القضاء بين العباد يقول الله تعالى لنبيه:

((أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما ذلك من الأبواب ... )) (١).

وهذه الشفاعة هي الموعود بها - صلى الله عليه وسلم - بقوله ((وعدني ربي ان يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً مع كل ألف سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وثلاث حثيات من حثيات ربي)) (٢). وهؤلاء هم قوم مخصوصون من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - يدخلون الجنة بغير حساب فلا يدرون ما الحساب!! وفي هذا عظيم كرم الله سبحانه لنبيه - صلى الله عليه وسلم - ولأمته زادها الله شرفاً وفضلاً (٣).

وأخرج الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً ((يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر وقال أبو هريرة - رضي الله عنه -:- فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه فقال: يا رسول الله ادع الله ان يجعلني منهم قال: اللهم اجعله منهم، ثم قام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله ادع الله ان يجعلني منهم فقال: سبقك بها عكاشة)) (٤).

وأخرجا أيضا من حديث إبن عباس - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((عرضت علي الامم فاخذ النبي يمر ومعه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر ومعه العشرة، والنبي يمر ومعه الخمسة، والنبي يمر وحده فنظرت فاذا سواد كثير قلت: يا جبريل هؤلاء امتي؟ قال لا ولكن انظر إلى الافق، فنظرت فاذا سواد قال: هؤلاء امتك وهؤلاء سبعون الفا قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب قلت: ولم؟ قال كانوا لا يكتون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون، فقام اليه عكاشة بن محصن فقال: ادع الله ان يجعلني منهم قال: اللهم اجعله منهم، ثم قام اليه رجل اخر فقال ادع الله ان يجعلني منهم قال: سبقك بها


(١) انظر تخريجه برقم (١٠).
(٢) انظر تخريجه برقم (٥٠).
(٣) انظر التذكرة، القرطبي ٢٨٥وشرح مسلم، النووي ٣/ ٨٨، وشرح الطحاوية بن أبي العز، تحقيق الارنوؤط٢/ ٢٨٩ ونسيم الرياض، الخفاجي ٢/ ٣٥٨ ولوامع الانوار البهيه، السفاريني ١٧٧.
(٤) انظر تخريجه برقم (٤٧).

<<  <   >  >>