للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بلا اله إلا الله بعد الإيمان ليس له ما يضاد شخصه أيضاً ومن لم يترك الصلاة قط ففعل الصلاة منه حسنة لا يقابلها من السيئات ما يضادها شخصاً فليتأمل)) (١).

ولا أدري لماذا يكون الوزن بين التوحيد والسيئات ممتنع؟! وهل كل السيئات لا تنقض التوحيد؟!.

إنّ هناك نواقض للتوحيد-كما سنبينه لاحقاً- فهناك سيئات تنقض اصل التوحيد، وهناك سيئات تنقض فرع من فروعه.

ثم ان الاسباب والثوابت تتغير يوم القيامة فمثلاً: هل يعقل ان تتكلم الايدي أو الارجل أو الجلود في الحياة الدنيا؟ الجواب: كلا-قطعاً- رغم ان ذلك مقرر بكتاب الله تعالى في يوم القيامة، قال تعالى: ((وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا؟ قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة واليه ترجعون)) (٢)، اذن: فلا يمكن تحديد نوعية الميزان ولا كيفية الوزن ولا يقاس الامر عقلياً لان الموازين والمقادير والامور كلها تصبح في غير حالتها الان-والله اعلم-.

المنزل الثالث:- عند النار- والعياذ بالله-

الشفاعة عند هذا المنزل أما ان تكون شفاعة ضمنية مع شفاعات اُخر كأن تكون ضمن شفاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو شفاعة الشهيد أو شفاعة المؤمنين ... ومن ذلك ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الطويل:- (( ... فاقول: يا رب أمتي أمتي فيقال: انطلق فأخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فانطلق فافعل فاعود ثم اعود فاحمده بتلك المحامد ثم اخرُّ له ساجداً فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك واشفع تشفع وسل تعطه فاقول يا رب أمتي أمتي فيقال: انطلق فاخرج من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان ... )) (٣).

وقل مثل ذلك في كافة أنواع الشفاعات فلا شفاعة لمن لم يكن من أهل لا اله إلا الله محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعد ذلك يأمر الله تعالى بأخراج كل من قال لا اله إلا الله حتى ولو لم يعمل خيراً قط وهنا تشفع لا اله إلا الله لصاحبها.


(١) مصدر سابق.
(٢) فصلت/٢١.
(٣) انظر تخريجه برقم (١١)، وهذه لفظة البخاري (٧٥١٠).

<<  <   >  >>