للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم - انه قال: ((يجيء النبي ومعه الرجلان ويجيء النبي ومعه الثلاث واكثر من ذلك واقل فيقال له: هل بلغت قومك؟ فيقول نعم فيدعي قومه فيقال: هل بلغكم؟ فيقولون لا، فيقال: من شهد لك؟ فيقول: محمد وأمته فتدعى أمة محمد فيقال: هل بلغ هذا؟ فيقولون نعم فيقول: وما علمكم بذلك، فيقولون أخبرنا نبينا بذلك أنّ الرسل قد بلغوا فصدقناه قال: فذلكم قوله تعالى "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً ... " الآية)) (١).

ويكفي الأمة المحمدية شرفاً:- ((أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا قول الله عز وجل في ابراهيم" رب انهن اضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فأنه مني ... " (٢) الاية وفي عيسى عليه السلام "أن تعذبهم فأنهم عبادك وأن تغفر لهم فأنك أنت العزيز الحكيم" (٣).فرفع يديه وقال: اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل أذهب إلى محمد وربك أعلم، فسله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله، فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما قال، وهو أعلم، فقال الله يا جبريل أذهب إلى محمد فقل أنّا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك)) (٤).

فهذه بشارة عظيمة لهذه الأمة زادها الله تعالى شرفاً فقد وعدها الله تعالى بانه سيرضي نبيه بها ولا يسوؤه، وهذا أرجى الأحاديث لهذه الآمة ... وأما قوله تعالى ولا نسوؤك: فهو ((تأكيد للمعنى أي لا نحزنك لأن الارضاء قد يحصل في حق البعض بالعفو عنهم ويدخل الباقي في النار فقال تعالى "نرضيك ولا ندخل عليك حزناً بل ننجي الجميع")) (٥).

يقول صاحب الظلال في وصف أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -:- ((الأمة الوسط التي تشهد على الناس جميعاً فتقيم بينهم العدل والقسط وتضع لهم الموازين والقيم وتبدي فيهم رأيها فيكون هو الرأي المعتمد وتزن قيمهم وتصوراتهم وتقاليدهم وشعاراتهم فتفصل في أمرها وتقول:"هذا حق منها وهذا باطل ... )) (٦).

وهذه الأمة أمة اختيارية لا جبرية بمعنى أنها لا تكره أحداً على الانضمام اليها ..


(١) البخاري في صحيحة، الأنبياء (٣٣٣٩)، وانظر تخريجه في المسند الجامع٦/ (٤٦٣٨).
(٢) ابراهيم/٣٦.
(٣) المائدة/١١٨.
(٤) الحديث أخرجه مسلم، وانظر مضانه في المسند الجامع ١١/ (٨٧٠٧).
(٥) شرح مسلم٣/ ٧٨ - ٧٩ بتصرف يسير.
(٦) في ظلال القرآن، سيد قطب١/ ١٣٠ - ١٣١.

<<  <   >  >>