للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرغبة عديت بالى قال تعالى: "وابتغوا اليه الوسيلة" (١).

والمراد بها القربة، وهي منزلة عالية في الجنة (٢). لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وأبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - صاحبها -إن شاء الله-.

والفضيلة: هي مرتبة زائدة على سائر الخلق وربما هي منزلة اخرى مضافة للوسيلة، او قد تكون تفسيراً للوسيلة (٣).

وقوله "مقاماً محموداً" -قد فصلت القول فيه في موضعه- وإنما نُكِّرَ لأنه أفخم واجزل فهو مقاماً محموداً بكل لسان (٤).

وأما قوله "الذي وعدته" فهو وعد الله نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - بقوله ((عسى ان يبعثك ربك مقاماً محموداً)) (٥)، واطلق عليه الوعد لان عسى من الله واقع (٦). وقد زاد البيهقي في روايته ((إنك لا تخلف الميعاد)) (٧).

وهكذا نخلص ان من طلب هذه الدعوة من الله عقب كل إذان يسمعه فان شفاعة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ستدركه وتحل له: اي استحقها او انزلت عليه (٨).

وهذه الشفاعة التي تدرك هذا المسلم عقب دعاءه قد تكون لرفع درجته او لتخفيف العذاب عنه او نوع اخر من الانواع الاخرى، فيعطى كل احد بما يناسبه (٩).

وإنما كان للآذان هذا المقام لان "الآذان كلمة جامعة لعقيدة الإيمان مشتملة على نوعيه من العقليات والسمعيات فأوله إثبات الذات وما يستحقه من الكمال والتنزيه عن اضدادها وذلك بقوله الله اكبر وهذه اللفظة مع اختصار لفظها دالة على ما ذكرناه ثم صرح باثبات الوحدانية ونفي صدها من الشركة المستحيلة في حقه سبحانه وتعالى وهذه


(١) وانظر المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصبهاني ٨٣١.
(٢) انظر نسيم الرياض، الخفاجي ٢/ ٣٦٦.
(٣) انظر فتح الباري، إبن حجر ٢/ ١٢١ وعون المعبود، العظيم ابادي ٢/ ٢٣٢.
(٤) انظر فتح الباري ٢/ ١٢١، وبذل المجهود، السهارنفوري ٤/ ٩٤.
(٥) الاسراء/٧٩.
(٦) انظر فتح الباري، ٢/ ١٢١.
(٧) انظر الحديث برقم (٦٩).
(٨) انظر شرح مسلم، النووي ٤/ ٨٦ - ٨٧.
(٩) انظر فتح الباري ٢/ ١٢٢.

<<  <   >  >>