للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

د- الايات التي صرحت بإثبات الشفاعة في الدنيا أو الاخرة.

يقول تعالى: ((من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها)). (١) ومقتضاها: انه من يسعى في امرٍ فيترتب عليه خيرٌ كان له نصيب من ذلك ومن يشفع شفاعة سيئة يترتب عليه وزر من ذلك الامر الذي ترتب عليه سعيه ونيته. (٢)

ثانياً:- الآيات التي اشتملت على معنى الشفاعة ((ضمناً)) وهي على قسمين:

قسم ينفي الشفاعة كقوله تعالى: ((والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم إلاّ ليقربونا إلى الله زلفى أن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هم كاذب كفار)) (٣). وهذا النفي هو عن الكافرين كما مر معنا في الايات السابقة.

وقسم يثبت شفاعة الشافعين كقوله تعالى: ((عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً)) (٤)، وقد ذهب جمهور المفسرين كالطبري (٥) والزمخشري (٦)، والرازي (٧)، والسيوطي (٨)، وغيرهم (٩). إلى انّ مراد الاية أن المقام المحمود هو الشفاعة كما سنبينه في موضعه (١٠). ومنها قوله تعالى ((ولسوف يعطيك ربك فترضى)). (١١) والملاحظ في ايات الشفاعة: انّ القران الكريم عرض موضوع الشفاعة، عرضاً عاماً فلم يبين لنا اصناف الشفعاء، ولا اصناف المُشّفع لهم بصورة مفصلة.

لذا فقد يسأل سائل ويقول: في أي نوع من الذنوب تكون الشفاعة؟ وما هي أنواع الشفاعة؟ ومن هم الشفعاء؟.


(١) النساء/٨٥.
(٢) انظر تفسير القران العظيم، إبن كثير ١/ ٥٠٣.
(٣) الزمر/٣.
(٤) الاسراء/٧٩.
(٥) جامع البيان ٩/ ١٤٠.
(٦) الكشاف ٢/ ٦٨٧.
(٧) التفسير الكبير ٢١/ ٣٢.
(٨) الدر المنثور ٥/ ٣٢٥.
(٩) انظر صفحة ٤٧ من بحثنا هذا.
(١٠) انظر صفحة ٤٦ من بحثنا.
(١١) الضحى /٥.

<<  <   >  >>