خرجوا عنه بعد التحكيم فحاربهم وقتل منهم خلقا كثيرا في النهروان. ويجمع الخوارج على تكفير علي لقبوله بالتحكيم، وتكفير الحكمين ومن رضي بالتحكيم. وهم طوائف كثيرة أوصلها الأشعري إلى أكثر من خمس وعشرين طائفة. منهم يغالي في عدائه للمخالفين، ومنهم من يلين بعض الشيء وان كانت الغلطة سمة بارزة في جميعهم. وأهم فرقهم الازارقة والنجدات والاباضية. أنظر مقالات الإسلاميين: ١٥٦وما بعدها. والفرق بين الفرق ٥٦.
٣ - الرافضة: وإنما سُمّوا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر ويقال لأنهم رفضوا زيد بن علي.
وهم مجمعون على ان النبي - صلى الله عليه وسلم - نص على استخلاف علي بن أبى طالب باسمه وأظهر ذلك واعلنه وان اكثر الصحابة ضلوا بتركهم الاقتداء به بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن الإمامة لاتكون إلا بنص وتوقيف. وهم اربعة وعشرون فرقة. منهم الاثنا عشرية الذين ينصون على إمامة علي ثم ابنه الحسن ثم الحسين ثم في عقبه إلى المنتظر الذي هو محمد بن الحسن العسكري. وهم جمهور الشيعة اليوم. منهم الكيسانة اتباع مختار بن أبى عبيد الثقفي، ويجمع هؤلاء القول بأمامة محمد بن الحنفية والقول بتجويز البداء على الله تعالى. ومنهم القرامطة الذين ينصون على أمامة محمد بن اسماعيل بن جعفر وهو سابع الائمة عندهم وهو المهدي المنتظر.
أنظر مقالات الاسلاميين:١/ ٨٧ و ٩٨.والفرق بين الفرق: ١٧.
٤ - المرجئة: الإرجاء في اللغة: التأخير. أنظر مختار الصحاح:٢٣٦. وسميت هذه الطائفة بهذا الاسم لقولهم بتأخير الأعمال عن الإيمان بمعنى أنهم قد بالغو في اثبات الوعد عكس الخوارج المبالغين في الوعيد. وجوز المقريزي أن تكون هذه التسمية آتيه من الرجاء لأنهم يرجون لأصحاب المعاصي الثواب من الله تعالى فيقولون لا يضر مع الإيمان معصية كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة. وهم ثلاثة طوائف رئيسية: مرجئة جبرية وقدرية وخالصة. أنظر الفرق بين الفرق ١٥١ - ١٥٣ والتبصير في الدين:٩٧.
٥ - المعتزلة: وهم اتباع واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد. وعمدة كلامهما في التوحيد والصفات والقدر والتسمية بالفسق والإيمان والوعيد. فهذه جل مباحثهم وقد اتفقوا بمختلف طوائفهم على مسائل محددة منها: