للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يرزقهم الله تعالى شفاعة الشفعاء يوم القيامة، ولم ينكر ذلك أحد (١)، حتى ظهر المبتدعة الذين منعوا ذلك على الله مستدلين بالآيات القرآنية فيؤلونها وفق مذهبهم المنحرف ومن ذلك قوله تعالى ((فما تنفعهم شفاعة الشافعين)) (٢)، وهذا ناتج عن هوى وجهل مطبق فإنّ الآية تثبت الشفاعة ولا تنكرها!! وهذه من الاخطاء التي تنجت عن تفسير أيات القران مستقلة بعضها عن البعض الاخر فهو ضرب لايات الله بعضها ببعض، وهذا قتل لروح القرآن وحلاوته، فالآية السابقة كانت تتكلم عن المجرمين ... ما سلككم في سقر؟

((قالوا لم نَكُ من المصلين ولم نَكُ نُطعمُ المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكُنّا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين)) (٣) فاجابهم القران ((فما تنفعهم شفاعة الشافعين)) (٤) أي إنه من كان متصفاً بمثل تلك الصفات فإنه لا تنفعه الشفاعة يوم القيامة. ومن وافى الله كافراً فإن مصيره إلى النار خالداً فيها (٥).

يقول القرطبي في التذكرة:- (فإن قيل: قال الله تعالى ((فما تنفعهم شفاعة الشافعين)) قيل له: لا، تنفع في الخروج من النار كعُصاة الموحدين الذين يخرجون منها ويدخلون الجنة). (٦)


(١) انظر الارشاد إلى قواطع الأدلة في اصول الاعتقاد، الجويني ص ٣٩٤.
(٢) المدثر / ٤٨، وانظر مبحث مناقشة منكري الشفاعة صفحة ٢٣.
(٣) المدثر /٤٣ - ٤٧.
(٤) المدثر/٤٨.
(٥) انظر تفسير القران العظيم ٤/ ٤٤٧.
(٦) التذكرة في احوال الموتى وامور الاخرة، ١/ ٢٨٦.

<<  <   >  >>