للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد يوم القيامة (١)) ومن طريق إبن جريح (٢) عن مجاهد مثله (٣)، والمخالفة ضعف في الرواية، فضلاً عن قول الامام الذهبي: ((ومن انكر ما جاء عن مجاهد في التفسير قوله "عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً" قال: يجلسة معه على العرش)) (٤).

وقد أنكر الرازي هذا القول فقال: ((أن هذا القول رذل ساقط لا يميل اليه إلا انسان قليل العقل عديم الدين)) (٥)، وكذا أبو حيان الاندلسي (٦) وغيره، ويقول إبن عبد البر: ((ولكن قول مجاهد هذا مردود بالسنة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -،وأقاويل الصحابة، وجمهور السلف وهو قول عند أهل السنة مهجور والذي عليه جماعتهم ما ثبت في ذلك عن نبيهم - صلى الله عليه وسلم - وليس من العلماء أحد إلا وهو يؤخذ من قوله ويترك الا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،ومجاهد وان كان أحد المقدمين في العلم بتأويل القرآن فإن له قولين في تأويل اثنين هما مهجوران عند العلماء، مرغوب عنهما أحدهما هذا، والآخر قوله في قول الله عز وجل عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ... قال يوسع له على العرش فيجلسه معه وهذا قول مخالف للجماعة من الصحابة ومن بعدهم فالذي عليه العلماء في تأويل هذه الآية أن المقام المحمود الشفاعة)) (٧).

قال الشيخ الالباني:" وان عجبي لا يكاد ينتهي من تحمس بعض المحدثين السالفين لهذا الحديث الواهي والاثر المنكر ومبالغتم في الانكار على من رده واساءتهم الظن بعقيدته ... وهب أن الحديث في حكم المرسل فكيف تثبت به فضيلة؟! بل كيف يبنى عليه عقيده أن الله يقعد نبيه - صلى الله عليه وسلم - معه على عرشه)) (٨).

الوجه الثاني: ذكر الواحدي (٩) "رحمه الله تعالى" وجوهاً لفساد قول مجاهد (١٠) اجملناها بما يأتي:

١ - أن البعث ضد الاجلاس تفسير الضد بالضد وهو فاسد.

٢ - انه -تعالى- لو كان جالساً على العرش يجلس عنده محمد "صلى الله عليه وسلم" لكان محدوداً


(١) جامع البيان ١٥/ ١٤٤.
(٢) سبقت ترجمته انظر ص ٢١٥ من البحث.
(٣) جامع البيان ١٥/ ١٤٤.
(٤) ميزان الاعتدال ٣/ ٤٣٩.
(٥) التفسير الكبير ٢١/ ٣٣.
(٦) انظر البحر المحيط ٦/ ٧٣.
(٧) التمهيد٧/ ١٥٧ - ١٥٨.
(٨) مختصر العلو ص٢٣٤.
(٩) انظر ترجمته في ملحق الاعلام.
(١٠) انظر تفسير الكبير، الرازي ٢١/ ٣٣، وروح المعاني، الآلوسي ١٥/ ١٣١.

<<  <   >  >>