للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك، وثانيها أن له دعوة واحدة محققة الإجابة وقد استوفاها بدعاءه على أهل الأرض فخشي أن يطلب فلا يجاب)) (١).

وذكر أبو حامد الغزالي -رحمه الله- أن بين اتيان أهل الموقف ادم واتيانهم نوحاً الف سنة وكذا بين كل نبي ونبي اخر إلى أن يصل الناس إلى النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - (٢)، وقد اقره عليه القرطبي في التذكرة (٣)، وانكره إبن حجر فقال: ((ولم اقف لذلك على اصل ولقد كثر في هذا الكتاب من ايراد احاديث لا اصول لها فلا يغتر بشيء منها)) (٤). وقد رد الإمام العيني على الحافظ إبن حجر بقوله: ((جلالة قدر الغزالي ينافي ما ذكره وعدم وقوفه لذلك على اصل لا يستلزم نفي وقوف غيره على اصل، ولم يحط علم هذا القائل بكل ما ورد وبكل ما نقل حتى يدعي هذه الدعوى)). (٥)

ولم يذكر لنا الإمام العيني دليلاً على صحة قولة الإمام الغزالي وانما اكتفى بالتنكيل بالحافظ إبن حجر -فحسب-، وقول الحافظ إبن حجر وإن كان اصوب فانه لا ينقص من جلالة قدر الإمام الغزالي.

ويقول نوح عليه السلام اذهبوا إلى إبراهيم وحينئذٍ يتوجه الناس إلى نبي الله إبراهيم فيعتذر لهم ويقول: اني قد كذبت ثلاثة كذبات نفسي، نفسي، نفسي وجاء في رواية اخرى ((قوله اني سقيم وقوله فعله كبيرهم هذا وقوله لامراته اخبيره اني اخوك)) (٦)، وفي رواية اخرى: ((قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما منها كذبة الا ما حل بها عن دين الله)). (٧)

قال البيضاوي: ((الحق أن الكلمات الثلاث انما كانت معاريض الكلام لكن لما كان صورتها صورة الكذب اشفق منها استصغار لنفسه عن الشفاعة مع وقوعها، لان من كان اعرف بالله واقرب اليه منزلة كان أعظم خوفا)). (٨) ثم يأتون موسى كليم الله فيعتذر


(١) مصدر سابق.
(٢) انظر كشف علوم الآخرة ص٢٣.
(٣) التذكرة ١/ ٢٨١.
(٤) فتح الباري ١١/ ٥٣٠ وانظر عمدة القاري، العيني ٢٣/ ١٢٧ونسيم الرياض٢/ ٣٦٠.
(٥) عمدة القاري٢٣/ ١٢٧.
(٦) انظر فتح الباري ١١/ ٥٣١ ونسيم الرياض الخفاجي ٢/ ٣٥٥.
(٧) انظر ما سبق.
(٨) تفسير البيضاوي ص٤٣٣ بتصرف.

<<  <   >  >>