للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشبه به لسرعته وحسن طراوته (١).

ويخرج هؤلاء ((كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين ادخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه ثم يقول ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم ... )) (٢).

ولعل ((المراد بالخواتم هنا اشياء من ذهب أو غير ذلك تعلق في اعناقهم علامة يعرفون بها قال: معناه تشبيه صفائهم وتلالئهم باللؤلؤ)) (٣).

وهؤلاء هم الذين يسمون الجهنميين فقد صح ذلك في أحاديث كثيرة منها: ما اخرجه البخاري وغيره من حديث عمران بن حصين - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((يخرج قوم من النار بشفاعة محمد فيدخلون الجنة ويسمون الجهنميين)) (٤).

وليست التسمية بها نقيصاً لهم بل استذكاراً ليزدادوا فرحا على فرحهم لكونهم عتقاء الله تعالى (٥).

النوع السابع: شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في رفع الدرجات لأهل الجنة:-

لقد ذكر هذا النوع من الشفاعة -وأقره- معظم ان لم اقل كل من ذكر انواع الشفاعة ولكن لم اجد من ذكر مستندها، إلا القليل منهم ممن استشهد بقوله - صلى الله عليه وسلم - ((انا أول شفيع في الجنة)) (٦)، كمستند لها.

وأنكر الحافظ إبن حجر ان يكون مستندها فقال: ((كذا قاله بعض من لقيناهم، وقال: وجه الدلالة منه انه جعل الجنة ظرفا لشفاعته. قلت: وفيه نظر، لاني سأبين انها ظرف في شفاعته الأولى المختصة به، والذي يطلب هنا ان يشفع لمن لن يبلغ عمله درجة عالية ان يبلغها بشفاعته. واشار النووي في "الروضة" (٧) إلى ان هذه الشفاعة من خصائصه


(١) انظر شرح مسلم، النووي ٣/ ٢٣وفتح الباري ١١/ ٥٥٩ وعمدة القاري العيني٢٣/ ١٣٥.
(٢) اخرجه مسلم الإيمان (٣٠٢) وانظر تخريجه برقم (١٤).
(٣) شرح مسلم ٣/ ٣٣،وانظر عمدة القاري ٢٥/ ١٣٠.
(٤) انظر تخريجه برقم (٥٧).
(٥) انظر عون المعبود العظيم ابادي ١٣/ ٧٣ - ٧٤.
(٦) انظر تخريجه برقم (٢٤).
(٧) إن قصد "روضة الطالبين" فاني لم اقف على موضعه فيه.

<<  <   >  >>