للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فما أوتادُهُنّ سوى المواضي ولا أطنابَهُنّ سوى العوالي

وقال الأرجاني (١): (من الكامل)

وقِفا لصائدةِ الرّجال بدَلّها ... وخفا جِنايةَ عينها الحوراء

وتَحدَّثا سِرّاً فحولَ قبابها ... سُمرُ الرّماحِ يَمِلنَ للإصغاء

وقال السراج الوراق: (من الطويل)

من البيضِ تمشي البيضُ حولَ خِبائِها شبيهةُ نومي ليسَ يأوي إلى جَفنِي (٢)

غزالةُ أُنْسٍ والرِّماحُ كِناسُها ومن حولِهِ قومٌ يُخالون كالجنِّ

لهم غيرة قد ساء بالطَّيفِ ظنُّها فضنُّوا عليها بالكرى خِيفَة الظَّنِ

ولله درّ المجنون إذ يقول (٣): (من الطويل)

وحقكم لا زرتكم/ في دجنة ... من الليل تخفيني كأني سارق ... [٣٩ أ]

ولا زرت إلاّ والسيوف هواتِفٌ ... إليَّ وأطراف الرماح لواحق

وبيت الطغرائي فيه من البديع التدبيج، وهو تفعيل من الدَّبج، وهو النقش والتزيين، وأصل الديباج فارسي معرب، والتدبيج في البديع في مدح، أو ذمٍّ، أو وصف، ألفاظ تدل على ألوان مختلفة، كقول ابن حيّوس (٤): (من الخفيف)

إِن تُرِد عِلمَ حالِهِم عَن يَقينٍ ... فَالقَهُمْ يوم نائلٍ أو نِزالِ

تَلقَ بيضَ الوجوه سودَ مُثارِ الـ ... نَقعِ خُضرَ الأَكنافِ حُمرَ النِصالِ

وأخذه ابن النبيه فقصّر عنه في قوله (٥): (من السريع)

لَهُ بَنانٌ طافِحٌ بِالنَّدَى ... فَهُنَّ إِمَّا دِيَمٌ أَوْ بِحارْ

بِيْضُ الأيادِي خُضْرُ رَوْضِ الرِّضى ... حُمرُ المَواضِي فِي العَجاجِ المُثارْ

والطغرائي ذكر في بيته البيض والسمر والسود والحمر، وما أحسن قول القائل (٦): ... (من الكامل)

الغصنُ فوقَ الماء تحت شقائقٍ ... مثلُ الأسنة خُضِّبَتْ بدماءِ

كالصَّعْدةِ السمراءِ تحتَ الراية الـ ... حمراء فوقَ الَّلأمة الخضراءِ


(١) ديوانه ١/ ٣١، وفيه: فصفا جناية.
(٢) الأبيات في الغيث المسجم ١/ ٣٦٩
(٣) نسب البيتان في كل من: الوافي بالوفيات، ص٦٨٨٠/ (م)، وفوات الوفيات ١/ ١٨٢،والنجوم الزاهرة، ص ٢٧٣٨ / (م) لإسماعيل بن على المعروف بالعين زربي.
(٤) ديوانه (م)
(٥) ديوانه (م)
(٦) نسب ابن ظافر الأزدي البيتين في كتابه غرائب التنبيهات على عجائب التشبيهات، ص ١٤٩ / (م) لابن الزقاق.

<<  <   >  >>