للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كلمات في المحبة والخوف والرجاء]

تأليف الشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد

[كلمات في المحبة]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

أما بعد: فإن المحبة ركن العبادة الأعظم، فالعبادة تقوم على أركان ثلاثة، هي المحبة، والخوف، والرجاء.

وإليك هذه الكلمات المختصرة في هذا الركن الأعظم، وهو المحبة.

تعريف المحبة وحدُّها:

قال ابن القيم×: =لا تُحَدُّ المحبةُ بحدٍّ أوضحَ منها؛ فالحدود لا تزيدها إلا خفاءً، وجفاءً، فحدُّها وُجُودُها، ولا توصف المحبة بوصفٍ أظهرَ من المحبة.

وإنما يتكلم الناس في أسبابها، وموجباتها، وعلاماتها، وشواهدها، وثمراتها، وأحكامها؛ فحدودهم، ورسومهم دارت على هذه الستة، وتنوعت بهم العبارات، وكثرت الإشارات بحسب إدراك الشخص، ومقامه، وحاله، ومِلْكِهِ للعبارة+ (١) .

ومما قيل في حد المحبة وتعريفها ما يلي (٢) :

١_ الميل الدائم بالقلب الهائم.

٢_ إيثار المحبوب على جميع المصخوب.

٣_ موافقة الحبيب في المشهد والمغِيب.

٤_ مواطأة القلب لمرادات المحبوب.

٥_ استكثار القليل من جنايتك، واستقلال الكثير من طاعتك.

٦_ سقوط كل محبة من القلب إلا محبة الحبيب.

٧_ ميلك للشيء بكليتك، ثم إيثارك له على نفسك، وروحك، ومالك، ثم موافقتك له سراً، وجهراً، ثم علمك بتقصيرك في حبه.

٨_ الدخول تحت رق المحبوب وعبوديته، والحرية من استرقاق ما سواه.

٩_ سفرُ القلب في طلب المحبوب، ولهجُ اللسان بذكره على الدوام.

١٠_ المحبة أن يكون كُلُّكَ بالمحبوب مشغولاً، وذلُّك له مبذولاً.

أقسام المحبة:

١_ محبة عبادة: وهي محبة التذلل، والتعظيم، وأن يقوم بقلب المُحبِّ من إجلال المحبوب، وتعظيمه ما يقتضي امتثال أمره، واجتناب نهيه.

وهذه المحبة أصل الإيمان والتوحيد، وهي التي يترتب عليها من الفضائل ما لا يمكن حصرُهُ وعدُّهُ.


(١) انظر مدارج السالكين ٣/١١.
(٢) انظر مدارج السالكين ٣/١٣_١٨ حيث ذكر حداً للمحبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>