للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تعريف توحيد الألوهية]

عرف العلماء توحيد الألوهية بتعريفات متقاربة، إلا أن بعضها قد يكون أطول من بعض، فمن تلك التعريفات مايلي:

١_هو إفراد الله بأفعال العباد.

٢_هو إفراد الله بالعبادة.

٣_هو إفراد الله_تعالى_بجميع أنواع العبادة؛ الظاهرة، والباطنة، قولاً، وعملاً، ونفي العبادة عن كل من سوى الله_تعالى_كائناً من كان (١) .

٤_وعرفه الشيخ عبد الرحمن بن سعدي×بتعريف جامع ذكر فيه حد هذا التعريف، وتفسيره، وأركانه، فقال: =فأما حدُّه، وتفسيره، وأركانه فهو أن يعلم، ويعترف على وجه العلم، واليقين أن الله هو المألوه وحده المعبود على الحقيقة، وأن صفات الألوهية ومعانيها ليست موجودة بأحد من المخلوقات، ولا يستحقها إلا الله_تعالى_.

فإذا عرف ذلك واعترف به حقَّاً أفرده بالعبادة كلها؛ الظاهرة، والباطنة، فيقوم بشرائع الإسلام الظاهرة: كالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والقيام بحقوق الله، وحقوق خلقه.

ويقوم بأصول الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره، وشره لله.

لا يقصد به غرضاً من الأغراض غير رضا ربِّه، وطلب ثوابه، متابعاً في ذلك رسول الله".

فعقيدته ما دل عليه الكتاب والسنة، وأعماله وأفعاله ما شرعه الله ورسوله، وأخلاقه، وآدابه الاقتداءُ بنبيه"في هديه، وسمته، وكل أحواله (٢) .

قال الشيخ حافظ الحكمي×عن هذا النوع في منظومته سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد:

هذا وثاني نوعي التوحيد **** إفرادُ ربِّ العرش عن نديد

أن تعبد الله إلهاً واحداً **** معترفاً بحقه لا جاحد (٣)


(١) انظر أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة المنصورة للشيخ حافظ الحكمي، ص٥١.
(٢) انظر: الحق الواضح المبين لابن سعدي ١١٢_١١٣ والفتاوى السعدية لابن سعدي ص١٠_١١، والشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في العقيدة د. عبد الرزاق العباد ١٥١_١٥٢.
(٣) سلم الوصول على علم الأصول، للشيخ حافظ الحكمي ص٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>