للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك لأن الخالق لا يمكن أن يخلق إلا وهو قادر، وكذلك لا يمكن أن يخلق إلا وهو عالم (١) .

_القاعدة الخامسة_ أسماء الله توقيفية لا مجال للعقل فيها:

ومعنى ذلك أن نتوقف على ما جاء في الكتاب والسنّة، فلا نسمّي الله تعالى إلا بما سمَّى به نفسه، أو سمّاه به رسوله"لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه الله تعالى من الأسماء.


(١) هذه الأنواع الثلاثة تسمى أنوع الدلالة اللفظية الوضعية.
وإليك بعض التفصيل في هذه الأنواع زيادة على ما مضى؛ لتتضح بصورة أجلى.
١_ الدلالة المطابقية: وهي دلالة اللفظ على تمام ما وضع له من حيث إنه وضع له. وذلك مثل دلالة
لفظ (البيت) على الجدار والسقف معاً.
ودلالة لفظ (إنسان) على الحيوان الناطق، ودلالة اسم (العليم) على ذات الله وعلمه، أي دلالة
الاسم على المسمى، والصفة المشتقة من الاسم نفسه وسميت مطابقية؛ لتطابق اللفظ والمعنى،
وتوافقهما في الدلالة.
٢_ الدلالة التضمنية: وهي دلالة اللفظ على جزء ما وضع له في ضمن كل المعنى.
مثل دلالة البيت على الجدار وحده، وعلى السقف وحده.
وسميت تضمنية لأنها عبارة عن فهم جزء من الكل؛ فالجزء داخل ضمن الكل، أي في داخله.
ومن هذا النوع مثلاً دلالة اسم الله (السميع) على ذات الله وحدها، وعلى صفة السمع وحدها،
بصرف النظر عن استعمال الجزء والكل، بل يقال على الصفة والموصوف.
٣_ الدلالة الالتزامية: هي دلالة اللفظ على خارج عن معناه الذي وضع له.
مثل دلالة اسم الله (القدير) على صفة الحياة، وعلى العلم وغيرهما من صفات الله _تعالى_.
يقول المناطقة: إن بين الدلالة المطابقية والدلالة التضمنية العموم والخصوص المطلق؛ فإذا وجدت
التضمنية وجدت المطابقية دون العكس، أي لا يلزم من وجود المطابقية وجود التضمنية.
انظر المرشد السليم إلى المنطق الحديث والقديم د. عوض الله جاد حجازي، والصفات الإلهية د.
محمد أمان ص١٧٨_١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>