للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: والصحيح - والعلم عند الله تعالى - أنّها ليست من أمهات المؤمنين، وقد نص الفقهاء على أنّها ليست منهن، قال الإمام الماوردي: إن مات عنها كمارية القبطية أم ولده إبراهيم حرم نكاحها وإن لم تصر أماً للمؤمنين كالزوجات لنقصها بالرق (١).

وأجابت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية عن سؤال مفاده: هل تعتبر مارية من أمهات المؤمنين؟ فأجابت: لا تعتبر من زوجاته ولا من أمهات المؤمنين، بل هي سرية تسررها النبي صلى الله عليه وسلم وأنجبت له إبراهيم فصارت بذلك أم ولد (٢).

وهذا الشرف العظيم الذي نلنه - رضي الله عنهنّ وأرضاهنّ - لم يكن بمعزل عن التطبيق في حياتِهنّ، فكن يكنين أنفسهنّ بِهذا الوصف العظيم، ومما يدل على ذلك:

روى الإمام محمد بن سعد في طبقاته عن أم سلمة - رضي الله عنها - أنها كانت تقول: أنا أم الرجال منكم والنساء. وروى الإمام أحمد في مسنده عن يزيد بن مرّة عن لميس أنّها قالت لعائشة: يا أمه، فقالت عائشة: إني لست بأمكن ولكن أختكنّ (٣).


(١) ابن الملقن: الخصائص: ١٥١
(٢) الدرويش: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، دار بلنسية ط ٣/ ١٤٢١هـ (١٨/ ٩)
(٣) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: انظر: البنا: الفتح الرباني: ٢٢/ ١٢٤

<<  <   >  >>