للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى مسروق أن امرأة قالت لعائشة - رضي الله عنها - يا أمه، فقالت: لست بأم، إنما أنا أم لرجالكم (١).

وفي هذه الآثار دليل على تشرفهن وتعظيمهن لهذا الوصف الشريف، ويظهر من مجموع هذه الآثار وجه تعارض، ولذا ذهب بعض العلماء إلى أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات للمؤمنين من الرجل دون النساء استناداً لأثر عائشة رضي الله عنها، وعلله الإمام ابن العربي بقوله: لأن المقصود بذلك إنزالهن منْزلة أمهاتِهم في الحرمة حيث يتوقع الحل، والحل غير متوقع، فلا يحجب بينهن حرمة. وقال: وهو الصحيح.

وقال الإمام ابن كثير: وهذا أصح الوجهين في مذهب الشافعي.

وقال الإمام الشوكاني: وتخصيص المؤمنين يدل على أنّهن لسن أمهات نساء المؤمنين.

وقال الإمام البغوي: وكنّ أمهات المؤمنين من الرجل دون النساء.

وقال أصحاب هذا القول: إن فائدة أمومتهن في حق الرجل مفقودة في حق النساء، فالأمومة إذاً ثلاثة وأحكامها مختلفة:

- أمومة الولادة: وتثبت فيها جميع الأحكام للأمومة.

- أمومة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: ولا تثبت إلا تحريم النكاح.


(١) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ١٤/ ١١٢

<<  <   >  >>