للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخلافة العامة، وبهذا نعرف ضلال ناشئة نشأت تقول: إنه لا إمام للمسلمين اليوم فلا بيعة لأحد، نسأل الله العافية، ولا أدري أيريد هؤلاء أن تكون الأمور فوضى ليس للناس قائد يقودهم؟ أم يريدون أن يقال كل إنسان أمير نفسه؟ هؤلاء إذا ماتوا من غير بيعة فإنهم يموتون ميتة جاهلية؛ لأن عمل المسلمين من أزمنة متطاولة: على أن من استولى على ناحية من النواحي وصارت له الكلمة العليا فيها فهو إمام فيها، وقد نصَّ على ذلك العلماء مثل صاحب سبل السلام، وقال: إن هذا لا يمكن الآن تحقيقه؛ ولأن الناس لو تَمرَّدُوا في هذا الحال على الإمام لحصل الخلل الكبير على الإسلام، إذ إن العدو سوف يقاتل ويتقدم إذا لم يجد من يقاومه، ويدافعه)) (١).

وجنس الجهاد فرض عين: إما بالقلب، وإما باللسان، وإما بالمال، وإما باليد. فيجب على المسلم أن يجاهد في سبيل الله بنوع من هذه الأنواع حسب الحاجة والقدرة. والأمر بالجهاد بالنفس والمال كثير في القرآن والسنة، وقد ثبت من حديث أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((جاهدوا المشركين بألسنتكم، وأنفسكم، وأموالكم، وأيديكم)) (٢).


(١) الشرح الممتع على زاد المستقنع، ٨/ ١٢.
(٢) أخرجه أبو داود، في كتاب الجهاد باب كراهية ترك الغزو، برقم ٢٥٠٤، والنسائي، في كتاب الجهاد باب وجوب الجهاد، برقم ٣٠٩٨، وأحمد، في المسند، ٣/ ١٢٤، ١٥٣، ٢٥١، والحاكم، ٢/ ٨١، وصححه. وكذا صححه الألباني في صحيح الجامع، برقم ٣٠٩٠، وفي صحيح سنن أبي داود، ٢/ ٤٧٥.

<<  <   >  >>