للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فحصل لهم من الفتح والنصر ما حصل ولله الحمد والمنة.

[الضابط الرابع: الاعتصام بالكتاب والسنة وخاصة أيام الفتن:]

يجب على المسلم أن يعتصم بالكتاب والسنة وخاصة في أيام الفتن؛ ولهذا حذَّر النبي - صلى الله عليه وسلم - من الفتن واستعاذ منها، وأمر بلزوم جماعة المسلمين، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن)) (١)، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويُلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج)) قالوا: يا رسول الله، أيما هو؟ قال: ((القتل، القتل)). وفي لفظ: ((يتقارب الزمان، وينقص العلم ... )) (٢).

وقد بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده أشرّ منه، فعن الزبير بن عدي قال: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج فقال: ((اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده أشر منه حتى تلقوا ربكم)) سمعته من نبيكم - صلى الله عليه وسلم - (٣).

وحث النبي - صلى الله عليه وسلم - على الأعمال الصالحة قبل الانشغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة، فقال: ((بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَناً كَقِطَعِ اللَّيْلِ


(١) أخرجه مسلم، في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه، برقم ٢٨٦٧.
(٢) متفق عليه: أخرجه البخاري، في كتاب الفتن، باب ظهور الفتن، برقم ٧٠٦١،
ومسلم، في كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان،
برقم ١٥٧/ ١٢، بعد حديث رقم ٢٦٧٢.
(٣) أخرجه البخاري، في كتاب الفتن، باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه، برقم ٧٠٦٨.

<<  <   >  >>