للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار)) (١).

٤ - الصدقة تدخل الجنة ولو بشق تمرة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت عليَّ امرأة معها ابنتان لها تسأل؟ فلم تجد عندي شيئاً غير تمرةٍ، فأعطيتها إيَّاها، فقَسَمَتْها بين ابنتيها، ولم تأكل منها، ثم قامت وخرجت، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: ((من ابتُلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كنَّ له ستراً من النار)) (٢).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الجمع بين الحديثين السابقين: ((ويمكن الجمع بأن مرادها بقولها في حديث عروة: فلم تجد عندي غير تمرة واحدة: أي أخصها بها، ويحتمل أنها لم تكن عندها في أول الحال سوى واحدة, فأعطتها, ثم وجدت ثنتين، ويحتمل تعدد القصة)) (٣).

٥ - من أسباب النجاة من حرِّ يوم القيامة؛ لحديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس)). أو قال: ((يحكم بين الناس)) (٤). وفي لفظ: ((إن ظل المؤمن يوم القيامة صدقته)) (٥). قال يزيد- أحد رواة الحديث: ((وكان أبو الخير-


(١) مسلم، كتاب البر والصلة، باب الإحسان إلى البنات، برقم ٢٦٣٠.
(٢) متفق عليه: البخاري، كتاب الزكاة، باب اتقوا النار ولو بشق تمرة، والقليل من الصدقة، برقم ١٤١٨، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب الإحسان إلى البنات، برقم ٢٦٢٩.
(٣) فتح الباري، بشرح صحيح البخاري، لابن حجر، ١٠/ ٤٢٨.
(٤) أحمد في المسند، برقم ١٧٣٣٣، وقال محققو المسند: ((إسناده صحيح)) وأخرجه ابن حبان برقم ٣٣١٠، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، ١/ ٥٢٣.
(٥) أحمد، برقم ١٨٠٤٣، وقال محققو المسند: ((حديث صحيح)).

<<  <   >  >>