للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والخديعة في الحرب ما لا يُدركه بالقوة والعدد، وذلك مُجرّب ومعروف (١).

[المسلك الرابع: ضوابط قوة الجهاد:]

ومع أن ما تقدم هو مفهوم القوة الصحيح في الدعوة إلى اللَّه - تعالى - فإن قوة الجهاد في سبيل اللَّه لها ضوابط ينبغي أن يلتزم بها المجاهدون في سبيل اللَّه - تعالى - ومن ذلك قوله تعالى: {وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} (٢)، فيدخل في ذلك ارتكاب المناهي: من المثلة والغلول، وقتل النساء، والصبيان، والشيوخ الذين لا رأي لهم ولا قتال، والرُّهبان، والمرضى، والعُمي، وأصحاب الصّوامع؛ لكن من قاتل من هؤلاء أو استعان الكفّار برأيه قتل (٣).

ويدخل في ذلك قتل الحيوان لغير مصلحة، وتحريق الأشجار، وإفساد الزّروع والثّمار، والمياه، وتلويث الآبار، وهدم البيوت (٤)، ولهذا كان - صلى الله عليه وسلم - إذا أمَّر أميراً على جيش أو سريّة أوصاه في خاصته بتقوى اللَّه ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: ((اغزوا بسم اللَّه في سبيل اللَّه، قاتلوا من كفر باللَّه، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا، ولا تُمثّلوا، ولا تقتلوا وليداً، وإذا لقيت عدوّك من المشركين فادعهم


(١) فضل الجهاد والمجاهدين، ص٢٨، وفتاوى ابن تيمية، ٢٨/ ٢٥٣.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٩٠.
(٣) انظر: المغني لابن قدامة ١٣/ ١٧٥ - ١٧٩.
(٤) انظر: تفسير ابن كثير، ١/ ٢٢٧ وعناصر القوة في الإسلام، ص٢١٢.

<<  <   >  >>