كيفية دعوة الوثنيين إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

المسلك الثاني عشر: الرغبة فيما عند الله تعالى: - (ب) ما فعل أنس بن النضر - عم أنس بن مالك - يوم أحد - ص: 73

(ب) ما فعل أنس بن النضر - عم أنس بن مالك - يوم أحد. تأخر - رضي الله عنه - عن معركة بدر، فشقّ عليه ذلك، وقال: أول مشهد شهده رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - غبت عنه، وإن أراني اللَّه مشهداً فيما بعد مع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ليراني اللَّه ما أصنع (١). فشهد مع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد، فاستقبل سعد بن معاذ فقال له أنس: يا أبا عمرو واهاً لريح الجنة (٢) أجده دون أحد. فقاتلهم حتى قُتل، فوجد في جسده بضع وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية، فما عرفته أخته - الربيع بنت النضر - إلا ببنانه، ونزلت هذه الآية: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} (٣). فكانوا يرون أنها نزلت فيه وفي أصحابه (٤).

والمسلم المجاهد في سبيل اللَّه - تعالى - إذا رغب فيما عند اللَّه، فإنه لا يُبالي بما أصابه رغبة في الفوز العظيم.

فلست أُبالي حين أُقتل مسلماً ... على أي جنب كان في اللَّه مصرعي

---

(١) أي ليرى الله ما أصنع. انظر شرح النووي، ١٣/ ٤٨.
(٢) كلمة تحنن وتلهف، انظر: شرح النووي، ٣/ ٤٨.
(٣) سورة الأحزاب، الآية: ٢٣.
(٤) البخاري مع الفتح، كتاب الجهاد، باب قول الله - عز وجل -: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}، ٦/ ٢١، ٧/ ٣٥٥، (رقم ٢٨٠٥)، ومسلم، كتاب الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، ٣/ ١٥١٢، (رقم ١٩٠٣).