قلت: الحديث موضوع من جهته، فقد تقدم في الحديث (٥٧٥) أنه كذاب يضع الحديث. وأما حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فيرويه حسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده، عن علي -رضي الله عنه-، به نحو لفظ حديث أبي هريرة. أخرجه ابن سعد في الطبقات (٤/ ٣٩) عن شيخه إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، عن حسين به. وحسين هذا هو ابن عبد الله بن ضميرة بن أبي ضميرة سعيد الحميري، وهو كذاب، كذَّبه مالك، وأبو حاتم، وابن الجارود، وقال أحمد: متروك الحديث، لا يساوي شيئاً، وقال ابن معين: ليس بثقة ولا مأمون. وقال البخاري: منكر الحديث ضعيف. وقال أبو زرعة: ليس بشيء، يضرب على حديثه./ الكامل لابن عدي (٢/ ٧٦٦ - ٧٦٩)، والميزان (١/ ٥٣٨ رقم٢٠١٣)، واللسان (٢/ ٢٨٩ - ٢٩٠رقم١٢١٤). فالحديث موضوع بهذا الِإسناد لأجل حسين هذا. وأما حديث أبي عامر -رضي الله عنه- فهو حديث طويل ذكر فيه أبو عامر ما جرى في غزوة مؤتة وفي آخره قال -صلى الله عليه وسلَّم- عن قتلى تلك الغزوة: "رأيتهم في الجنة إخواناً على سرر متقابلين، ورأيت في بعضهم إعراضاً كأنه كره السيف، ورأيت جعفراً ملكاً ذا جناحين مضرَّجاً بالدماء مصبوغ القوادم". أخرجه ابن سعد في الطبقات (٢/ ١٢٩ - ١٣٠) قال: أخبرنا بكر بن عبد الرحمن قاضي الكوفة، أخبرنا عيسى بن المختار، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي اليَسَر، عن أبي عامر فذكره. =