وتقدم أن قوله: "وجنبوه السواد" إدراج من أبي الزبير، وقد تابعه على الحديث بهذه الزيادة أبو سفيان طلحة بن نافع، لكن في الِإسناد إليه حفص بن سليمان الأسدي، أبو عمرو البزّار، الكوفي، وهو متروك الحديث مع إمامته في القراءة./ الجرح والتعديل (٣/ ١٧٣ - ١٧٤ رقم ٧٤٤)، والتهذيب (٢/ ٤٠٠ - ٤٠٢ رقم٧٠٠)، والتقريب (١/ ١٨٦رقم ٤٤٢). الحكم على الحديث: الحديث أخرجه الحاكم ومسلم، كلاهما من طريق ابن وهب، وسند الحاكم إلى ابن وهب صحيح كما تقدم، لكن الحديث من رواية جابر ليس فيه قوله: "وجنبوه السواد"، وإنما هو إدراج من أبي الزبير، وقد صحّت هذه الزيادة من طرق أخرى. فالحديث روي أيضاً من طريق أنس بن مالك، وأسماء بنت أبي بكر، وأبي هريرة -رضي الله عنهم-. أما حديث أنس -رضي الله عنه- فله عنه ثلاث طرق: * الطريق الأولى: طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين قال: سئل أنس بن مالك عن خضاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن شاب إلا يسيراً، ولكنّ أبا بكر وعمر بعده خضبا بالحناء والكتم، قال: وجاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة يحمله حتى وضعه بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر: "لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه مكرمة لأبي بكر"، فأسلم، ولحيته، ورأسه كالثغامة بياضاً، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "غيروهما وجنبوه السواد". =