قال أيوب السختياني: والله إنه لغير ثقة. وقال يحيى: ليس بشيء. وقال أحمد بن حنبل: ليس بشيء يشبه المتروك. وقال الدارقطني: متروك". قلت: قد التبس الأمر على ابن الجوزي -رحمه الله- فإن عبد الكريم هذا هو ابن مالك الجزَرَي، أبو سعيد مولى بني أمية وهو ثقة، روى له الجماعة -كما في الجرح والتعديل (٦/ ٥٨ - ٥٩ رقم ٣١٠)، والتهذيب (٦/ ٣٧٣ - ٣٧٥ رقم٧١٤)، والتقريب (١/ ٥١٦رقم١٢٨٣) -، وإنما ترجح كونه الجزري وليس ابن أبي المخارق لأمرين: ١ - التصريح بنسبته في روايتي أبي داود والبغوي السابقتين؛ وكذلك في رواية البيهقي في كتاب الأدب له -كما في تنزيه الشريعة (٢/ ٢٧٥) نقلاً عن الحافظ العلائي -رحمه الله-. ٢ - أن الراوي عن عبد الكريم هذا هو عبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد الرقي، وهو ثقة روى له الجماعة، يروي عن عبد الكريم الجزري، ولم يذكروا أنه روى عن ابن أبي المخارق./ انظر الجرح والتعديل (٥/ ٣٢٨رقم١٥٥١)، وتهذيب الكمال (٢/ ٨٤٨و ٨٨٧)، والتهذيب (٧/ ٤٢ - ٤٣ رقم ٧٤). قال الذهبي في تلخيص الموضوعات: "عبد الكريم ما هو ابن أبي المخارق، والحديث صحيح". وخطّأ ابنَ الجوزي كذلك الحافظُ العلائي، وابنُ حجر، انظر ذلك في الموضع السابق من تنزيه الشريعة، والقول المسدّد (ص ٤٨ - ٤٩)، وعلى هذا فالحديث صحيح لا مرية فيه وصححه الألباني في غاية المرام (ص ٨٤). وأخرج البيهقي في سننه (٧/ ٣١١) من طريق الحسن بن هارون، ثنا مكي بن إبراهيم، أنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود، واجتنبوا السواد". =