وقاعدة ابن حبان في توثيق من لا يعرف بجرح معروفة، فالحديث ضعيف بهذا المسند لجهالة حال الحسن هذا. وأخرج الطبراني في الأوسط -كما في مجمع الزوائد (٥/ ١٦٠) - عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كنا يوماً عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فدخلت عليه اليهود فرآهم بيض اللحى، فقال: "ما لكم لا تغيّرون؟ " فقيل: إنهم يكرهون، فقال النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: "لكنكم غيّروا، وإياي والسواد". قال الهيثمي عقبه: "فيه ابن لهيعة، وبقية رجاله ثقات، وهو حديث حسن". قلت: ابن لهيعة ضعيف كما تقدم، فالحديث ضعيف بهذا الِإسناد لأجله. وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (٨/ ٤٣٩رقم٥٠٨٤) من طريق موسى بن نجدة، عن جده يزيد بن عبد الرحمن قال: سألت أبا هريرة: ما ترى في الخضاب بالوسمة؟ فقال: لا يجد المختضب بها ريح الجنة. قلت: وهذا وإن كان موقوفاً على أبي هريرة، فإنه لا يمكن أن يقال بالرأي، غير أن موسى بن نجدة اليمامي مجهول -كما في التهذيب (١٠/ ٣٧٥رقم ٦٦٧)، والتقريب (٢/ ٢٨٩رقم١٥١٥). وأما جده فاسمه يزيد بن عبد الرحمن، وقيل ابن عبد الله، أبو كثير السّحيمي، وهو ثقة./ الجرح والتعديل (٩/ ٢٧٦ رقم١١٦٤)، والتهذيب (١٢/ ٢١١رقم ٩٧٦)، والتقريب (٢/ ٤٦٥ رقم١٠). وسيأتي حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- برقم (٧٦٢) في الترهيب من التغيير بالسواد، لكنه ضعيف جداً، وفيما تقدم من الأحاديث ما يغني عنه، وهي تدل بمجموعها على أن النهي عن التغيير بالسواد ثابت لا مرية فيه، والله أعلم.