ومن طريقهما أخرجه ابن عساكر في تاريخه في ترجمة عثمان (ص ٩٠ - ٩١)، وساق بإسناده عن البخاري قوله السابق، وساق أيضاً عن يعقوب بن سفيان الفسوي أنه قال: "ورقية قد توفيت قبل قدوم أبي هريرة بسنتين". دراسة الإسناد: الحديث تقدم ذكر إعلال الحاكم لمتنه، والذهبي أقرّه في التلخيص، وأورده ابن الملقن ظناً منه أن نقل الذهبي لكلام الحاكم تعقب منه، وأما الحديث فمعلول بالآتي: ١ - منافاة القصة لما هو معلوم من التاريخ من أن رقية ماتت وقت بدر، وأن أبا هريرة أسلم وقت خيبر. ٢ - نفي البخاري لسماع المطلب بن عبد الله من أبي هريرة. ٣ - نفي البخاري لسماع محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان من المطلب. ٤ - حال محمد هذا حيث قال البخاري: "لا تقوم به الحجة" وقال الهيثمي: "لم أعرفه". أما منافاة القصة لما علم من التاريخ من تأخر وفادة أبي هريرة عن موت رقية فهو كذلك. فقد قال البخاري في تاريخه الصغير (١/ ١٩): حدثني عبيد، ثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- إِلى بدر، وخلف عثمان على ابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت مريضة، وتخلف معه أسامة بن زيد، فماتت ليلاً، فَغَدَوْا بها فدفنوها، فسمعوا لجّة التكبر، فأرسل عثمان أسامة، فإذا هو بأبيه زيد جاء بشيراً على ناقة النبي -صلى اله عليه وسلم-، فما صدقوا حتى رأوهم أتي بهم. وهذا إسناد صحيح. =