قلت: وهذه فائدة قل أن يحظى بمثلها، فإن في رواية شداد هذا غنية عن رواية عمرو بن بكر التي لا يستقيم عودها على ما سيأتي بيانه. دراسة الِإسناد: الحديث في سنده عمرو بن بكر بن تميم السكسكي، الشامي، وهو متروك. اهـ. من المجروحين (٢/ ٧٨ - ٧٩)، والكامل (٥/ ١٧٩٥). والتقريب (٢/ ٦٦ رقم ٥٤١)، والتهذيب (٨/ ٨ رقم ٩). لكن عمراً هذا لم ينفرد به، بل تابعه -كما تقدم- شداد بن عبد الرحمن الأنصاري الذي هو من ولد شداد بن أوس وقد ذكره ابن حبان في ثقاته (٦/ ٤٤١) وقال: "مستقيم الحديث"، وروى عنه عبد الله بن مروان بن معاوية الفزاري، وإبراهيم ابن محمد بن يوسف الفريابي، وعليه فيكون حسن الحديث. الحكم على الحديث: الحديث ضعيف جداً بإسناد الحاكم لشدة ضعف عمرو بن بكر، وهو حسن لذاته بالطريق الأخرى التي رواها المزي من طريق ابن أبي عاصم. وله شاهد من حديث أسماء بنت عميس، وأم سلمة، وأنس -رضي الله عنهم-. أما حديث أسماء بنت عميس -رضي الله عنها- فلفظه: قالت: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بماذا كنت تستمشين؟ " قلت: بالشبرم، قال: "حار حار"، ثم استمشيت بالسنا، فقال: "لو كان شيء يشفي من الموت كان السنا"، (أو) "السنا شفاء من الموت". =