وأما رواية الباقين عنه فبإسقاط الدالاني، مع الاختلاف السابق. وأبو خالد الدالاني يزيد بن عبد الرحمن تقدم في الحديث (٤٩٢) أنه: صدوق يخطيء كثيراً، ومدلس من الثالثة، وقد عنعن، ولعل هذا من أقوى أسباب الاختلاف على سفيان. وبالجملة فالراجح رواية من رواه عن قيس، عن طارق، عن ابن مسعود، مرفوعاً، لأنهم، أكثر عدداً، وأكثرهم ثقات، وروايتهم أسلم لخلوها من الاضطراب المخلّ بالرواية، مع اعتضاد روايتهم برواية من في حفظه كلام ممن تابعهم. وقد رجح هذه الرواية الحافظ ابن عساكر، فقال: "المحفوظ الموصول"، نقله عنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٤/ ٥٨٤) وأيّده. الحكم على الحديث: الحديث ضعيف بإسناد الحاكم لضعف سيف بن مسكين، واختلاط المسعودي. وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بألبان البقر، فإن فيها شفاء من كل داء" صحيح لغيره بالطريق الأخرى التي رواها قيس بن مسلم، عن طارق، عن ابن مسعود، مرفوعاً. وأما الحث على سمنها، والنهي عن لحومها وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "سمنها دواء، وشفاء، ولحومها داء" فله شاهد من حديث صهيب، ومليكة بنت عمر -رضي الله عنهما- أما حديث صهيب -رضي الله عنه- فلفظه: "عليكم بألبان البقر، فإنها شفاء، وسمنها دواء، ولحومها داء". =