قال حلام: فأنكر ذلك على أبي ذر، فشهد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر"، وأشهد أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قاله. أخرجه الحاكم (٤/ ٤٧٩ - ٤٨٠) من طريق شريك، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن حلام، به. والجزء الأخير من هذا الحديث تقدم في الحديث (٧١٢)، وتقدم هناك أن ابن جرير الطبري قال: "هذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيماً غير صحيح؛ لعلل"، ثم ذكر منها: "إن حلاماً الغفاري عندهم مجهول غير معروف في نقلة الآثار، ولا يجوز الاحتجاج بمجهول في الدين". دراسة الإسناد: الحديث أعله الذهبي بالانقطاع، وضعف ابن أبي مريم. أما الانقطاع فيقصد به بين راشد بن سعد، وأبي ذر، فإن بين وفاتيهما نحواً من ثمانين عاماً -كما يتضح في ترجمتيهما في التهذيب (٣/ ٢٢٦) و (١٢/ ٩١) -. وقد جاء النص في ترجمة راشد بن سعد على أن روايته عن سعد بن أبي وقاص مرسلة، فمن باب أولى روايته عن أبي ذر؛ لأن سعداً -رضي الله عنه- اختلف في سنة وفاته، فأكثر ما قيل سنة ثمان وخمسين، وأقل ما قيل سنة إحدى وخمسين كما في التهذيب (٣/ ٤٨٤). وأما أبو ذر -رضي الله عنه- فإنه توفي سنة إثنتين وثلاثين. =