قلت: وأما إنكار يحيى بن معين لكون هلال اختلط، فالذي يصار إليه في ذلك قول القطان، لأنه وقف على ذلك بنفسه، وهو مثبت، ومعه زيادة علم، والمثبت مقدم على النافي، وقد وافقه سفيان الثوري كما تقدم، ووافقه آخرون، فقد ذكره ابن حبان في ثقاته، وقال: يخطيء، ويخالف، وذكره في المجروحين، وقال: اختلط في آخر عمره، فكأن يحدث بالشيء على التوهم، لا يجوز الاحتجاج إذا انفرد، ووصفه بالتغير أيضاً الساجي، والعقيلي، وأبو أحمد الحاكم، وذكره ابن الكيال في الكواكب النيرات (ص ٤٣١ رقم ٦٦)، وانظر الموضع السابق من التهذيب. الحكم علي الحديث: الحديث ضعيف بهذا الإسناد لاختلاط هلال بن خباب بآخره، وهو صحيح لغيره بشواهده، ومنها حديث عمران بن حصين الذي أخرجه الحاكم قبل هذا الحديث، وحديث أبي سعيد -رضي الله عنه- في الصحيحين. أخرجه البخاري (٦/ ٣٨٢ رقم ٣٣٤٨) في الأنبياء، باب قصة يأجوج ومأجوج. و (٨/ ٤٤١ رقم ٤٧٤١) في التفسير، باب: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى (٢)} [الحج: ٢]. و (١١/ ٣٨٨ رقم ٦٥٣٠) في الرقاق، باب قوله عز وجل: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١)} [الحج: ١]. و (١٣/ ٤٥٣ رقم ٧٤٨٣) في التوحيد، باب قوله تعالى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ... (٢٣)} [سبأ: ٢٣].