وقال الحافظ ابن كثير: "هذا الحديث رفعه منكر والأقرب أن يكون موقوفاً على عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- من زاملتيه اللتين أصابهما يوم اليرموك، والله أعلم". وأما السيوطي -رحمه الله- في "تخريج أحاديث شرح المواقف"، فإنه حسَّن إسناده. دراسة الِإسناد: الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "بل منكر، وعبد الله بن (عياش) القتباني ضعفه أبو داود وعند مسلم أنه ثقة، ودراج كثير المناكير". قلت: أما عبد الله بن عياش القتباني، فتقدم في الحديث (١٠٩٢) أنه: صدوق يغلط. وأما قول الذهبي: "وعند مسلم أنه: "ثقة"، فيوضحه قوله في الحديث (١٠٩٢): "عبد الله وإن كان احتج به مسلم، فقد ضعفه ... "، وسبق هناك ذكر الخلاف، هل احتج به مسلم، أو لا؟ وأن الراجح قول من قال: احتج به مسلم، وهذا الذي دعى الذهبي إلى القول بأن عبد الله هذا عند مسلم أنه: ثقة. وأما درَّاج -بتثقيل الراء، وآخره جيم-، ابن سمعان، أبو السَّمح، فقد قيل: إن اسمه: عبد الرحمن، ودراج لقب، السهمي، مولاهم المصري، القاص، فإنه: صدوق، إلا في حديثه عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، فإنه ضعيف. قال الِإمام أحمد: أحاديث دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد فيها ضعف. وقال أبو داود: أحاديثه مستقيمة، إلا ما كان عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في ثقاته، وأخرج حديثه في صحيحه. وقال =