فيحطم مصدق ووزير خارجيته، ويقتل فاطمي. وفي واشنطن، يخرج السيد فوستر دالس، وهو المضحك الذي لا يضحك، ليقول للصحافة إنه، في الواقع، هناك أمر ما يجري ... في طهران. هذا ما يفعله التصنيف العالمي. إنه إذن ليس أداة تسلية أو لعبة، بل هو أداة عمل.
إنه يستطيع بتصنيفه الدول أن يعطيها السياسة التي تناسبها.
أن تكون هناك (سياسة) ما تجاه بلد مثل الجزائر، الذي يطالب بالتعريب والإسلام والإفريقية والاشتراكية، فهذا أمر طبيعي جدا.
وأن يكون الملف الذي يملي هذه السياسة موجودا في هذه العاصمة الكبرى أو تلك، فهذا أمر لا يهم.
المهم أن نفهم هذه (السياسة) وأهدافها ووسائلها.
لقد عرفت الجزائر شيئا منها على شكل ضغوطات خارجية، ومحاولات زعزعة الصف الداخلي ووحدته.
وليس في مثال (زهوان) مجرد حادثة، حصلت في لعبة آلهة الأولمب، بل هو (قضية) أمسك الملف زمام أمورها.
لم تنجح! .. جيد، لكن بالإمكان المتابعة بحلول أخرى.
وكأن الملف يستطيع أن يعطي حلولا أخرى. ماذا أقول؟ إنه يعطيها الآن.
هناك إذن حقيقة تفرض نفسها: لابد من سياسة يقظة، في بلد كالجزائر من واجبه حماية نفسه من المفاجآت.
من هنا في الواقع تبدأ مشكلتنا. قد يكون سهلا بعض الشيء أن نقدر الوسائل ونحدد العدو. بالرغم من أن هذا ليس أكيدا دائما ... ولكن أن نقوم بتقدير وسائلنا الخاصة، فهذا أمر أصعب.