للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفجأة، وعند اللحظة الحاسمة التي يدخل فيها اليمن مرحلة الثورة، ينكسر الشرح ويجد القارئ نفسه بغتة محمولا بعصا سحرية إلى الثاني والعشرين من أيلول سنة ١٩٦٢، وهو تاريخ ثورة عبد الله السلال. غير أن القارئ الذي يعرف بعض الشيء عن اليمن، يتذكر جيدا أن شيئا ما قد جرى سنة ١٩٤٨ في صنعاء؛ عندما أزاح شخص يدعى عبد الله الوزير الإمام يحيي، وأقام نظاما جمهوريا؛ وقد ساعده في ذلك مستشار جزائري، هو الورثيلاني، الذي توفي في تركيا منذ ثلاث سنوات.

عندما يقف القارئ أمام سؤال يطرق ذهنه: لماذا اختفت الحلقة الأولى من تاريخ الثورة اليمنية ضمن تسلسل زمني موسع جدا ودقيق جدا تناول الأحداث فيما عداها؟

من الطبيعي أن يصل القارئ إلى نتيجة، أن ال (أحمد بن كبير) الذي وقع في أسفل هذا المقال ليس هو فعلا كاتبه، أو أن قلمه مسير من بعد. فالتاريخ لا تختفي صفحة منه دون سبب.

هاك مثالا جيد، يكفي للدلالة على الأسباب الخفية، والأهداف الغامضة، لتلك الصحافة التي برزت في بلدان العالم التي استردت استقلالها، وللجزائر بالطبع حصتها في هذا الميدان.

(الثورة الإفريقية) استبدلت لتوها مديرها. قد يقال إن هذا أمر تافه. ولكنه يطرح أمام الإدارة الجديدة عددا من المسائل، عليها أن تحلها على الفور لكي تتجنب الخلل في حياة صحيفتها.

وليست أقلها المسائل ذات البعد النفسي.

والواقع إننا نستطيع أن نفخر، بأننا بتنا نبدو أسيادا في الصحافة؛ وأننا لا نعرف أن نكون في البداية مجرد تلامذة (متدرجين).

<<  <   >  >>