الجزائري. فهو بنفسه أوضح موقفه وبشكل جيد في رسالة تعود إلى سنة ١٩٢٥، حيال الفكر الصوفي الحقيقي، كفكر الجنيد مثلا.
كما أنني اليوم لا أخون عواطفي تجاه عمل تربوي إسلامي جميل كالذي تقوم به زاوية (الحمل) مثلا، في ظروف يجب على البلد فيها أن يجد معنى لقيمه الأخلاقية والروحية. لكن مشكلة المطبب الدجال التي نحن بصددها ليست مشكلة مسجد ولا زاوية. إن مثل الشيخ الأخضر ليست، من جهة أخرى، سوى حالة بسيطة. في حين يبدو أننا أمام ظاهرة اجتماعية نصادفها تقريبا في كل مكان على امتداد أرضي الوطن.
في (عنابة)، هناك (لالة الخضراء) - لا نزال في لون الجنة- التي توزع البركة اليومية على أناس يأتون للبحث عنها في دارها، في حلقات استغفار تعقدها لهم.
وفي (سوق أحرس)، هناك بائع معجزات آخر يستخرج الرصاصات التي أصيب بها المجاهدون في معارك الأدغال. ولكن، إن صدف على إثر ذلك وخطرت على بال المجاهد الذي رأى الرصاصة تستخرج من جسده أمام ناظريه، تلك الفكرة غير المناسبة بأن يستشير طبيب أشعة، فإنه حينئذ سيجد الرصاصة لا تزال قابعة بسكينة في المكان نفسه من جسده.
إنه جزاؤه ... حين ساوره الشك فهل يخطر ببال أحد أن يخضع البركة إلى إثبات بالأشعة السينية؟
إنها تجارة تزدهر في كل مكان تقريبا. ولا نتكلم هنا عن تلك العرافة، في منطقة (بليدا)، التي تكشف لأناس (محترمين) يأتون لرؤيتها- ما تراه من أشياء مدهشة من خلال بيضة.
لنعد إلى سوق (بومدفع). فهو محور اهتمامنا.
أكرر أنني أترك على حدة الجانب الذي يثير اهتمام الجهاز الطبي أو وزارة الصحة.