للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ذلك الخط الأصهب من بيوت الطوب لبلدة بوسعادة القديمة. وفي فرجة من جنوبي الواحة هنالك المدى الذي أمسك بالعديد من الأرواح. كروح إيزابيل إيبرهارد.

إتيين دينيه لم يكن، فحسب؛ الرسام الذي استيقظت هنالك رسالته، التي أخذت به إلى مداها.

وهو لم يكن، فحسب؛ الشاعر الذي استسلم لسحر ذلك النداء الخفي. لقد كان ذلك كله بل أكثر.

ففي الواحة هنالك حياة إنسانية، سوف يكتشفها وهو يجتاز طرقاتها الضيقة. هذه الحياة لها ألوانها الخاصة بها، والتي تتحدث إلى الشاعر وإلى الرسام.

فلوحاته .. كلوحة (النساء الذاهبات إلى الزيارة)، أو لوحة (التماس هلال رمضان) هي قمة الإبداع الفريد في التعبير عن الأشكال والحضور الإنساني.

لقد كان دينيه، كما أعتقد، الريشة التي أعطت لتلك الأشكال اللهجة الأكثر تأثيرا، واسمه سوف يبقى ذلك الرسام الأوفى بحياة الجنوب.

لكن حياته الإنسانية سجلت جانبا مؤثرا لا يمكن لريشة أن ترسمها.

لقد كان في هذه الحياة جوانب خاصة مليئة بالألم، تترجم مأساة ذلك العصر. فخلف الأشكال والألوان، هنالك الحقيقة المرة للعصر الاستعماري، وقد أفاضت في شعور إتيهين دينيه.

هذه الحقيقة اكتست بنظره وجهين: بؤسا لا مسمى له، وسكينة لا حدود لها. وكلاهما استأثرا به فجعلا من نفسه مؤمنا ومكافحا. وتنهيدة الضابط الذي أضحى الأب فوكولد؛ ها هي على شفتي إتيين دينيه شهادة: إنني مسلم.

<<  <   >  >>