للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال شيخُ دهرِه وفريدُ عصره، أبو الحسن ابنُ الصَّبّاغِ القُوصيّ؛ الصُّوفي (١)؛ الذي يُقيِلُ العثْرةَ، ويستُرُ الزلَّةَ ويسُدُّ الخلَّة (٢).

وذكر أبو محمد، عبدُ اللَّطيف، بنُ أبي طاهر الترسي البغدادي المعروف بالمُطَجِّن (٣) في كتابه "الدليل في الطريق"؛ أنَّه سألَ جَماعةً منْ أهلِ العِلْم والتصوُّف عنِ الصُّوفي، فذَكَرَ كلٌّ منْهُم مقالًا.

قالَ الشيخُ أحمدُ الرِّفَاعي (٤) -وكانَ فَقِيهًا شافِعيَّ المذْهبِ-: مَنْ وفَّى جميعَ المَطْلُوباتِ وَصَفِيَ مِنْ جميعِ الكَدَراتِ.


= فقال: ليس نعرفه في شرط العلم، ولكن نعرف أن من كان فقيرًا مجردًا من الأسباب، وكان مع اللَّه تعالى بلا مكان ولا يمنعه الحق سبحانه عن علم كل مكان يسمى صوفيًا.
(١) هو علي بن حميد بن إسماعيل بن يوسف، الشيخ أبو الحسن بن الصباغ القوصي ت ٦١٢ هـ، أو ٦١٣ هـ، شيخ الدهر في التصوف، باتفاق جميع المراجع التي ترجمت له، نوبي على الأغلب، صحب الشيخ عبد الرحيم بن أحمد بن حجون المغربي، شهر أمره في صعيد مصر، نشأ في بيته وسط المحال، تصدى للتدريس والإملاء، برع في الفقه، وانتهت إليه رئاسة المتصوفة، توفي بقنا من صعيد مصر الأعلى ودفن برباطه بها، أنظر، الأُدفوي: الطالع السعيد، ٣٨٣، الشطنوفي: بهجة الأسرار ومعدن الأنوار، ٢٢١، ط: مصر سنة ١٣٠٤ هـ، السيوطي: حصن المحاضرة، ١/ ٢٢٠، ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب، ٥/ ٥٢، ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة، ٦/ ٢١٥، اليافعي: مرآة الجنان، ٤/ ٢٤ على صافي حسين: الأدب الصوفي في مصر، ابن الصباغ القوصي، ط. دار لمعارفة بمصر سنة ١٩٧١ م المنذري: التكملة لوفيات النقلة، تحقيق د. بشار عواد ط. مؤسسة الرسالة، ٢/ ٣٤٠.
(٢) وردت العبارة في الطالع السعيد، ٣٨٣.
(٣) هو أبو محمد، عبد اللطيف بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن هبة اللَّه الهاشمي البغدادي (ت بإشبيلية بعد سنة ٦١٥ هـ) انظر، إسماعيل البغدادي: إيضاح المكنون، ٣/ ٤٧٩ هـ.
(٤) هو أحمد بن علي بن يحيى الرفاعي الحسيني، أبو العباس (ت ٥٧٨ هـ)، ولد في قرية حسن من أعمال واسط بالعراق، وتفقه بها وتصوف، كان يسكن قرية أم عبيدة =

<<  <   >  >>