للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهناك أيضاً نموذج آخر، وعلم من أعلام دعاة صراط الله المستقيم. أنه مثل رفيع في الولاء لله ودينه وعبادة الصالحين في النصرة والجهاد بقدر الطاقة لإعلاء كلمة الله، والبراءة من الكفار بعد إقامة الحجة والبرهان عليهم، إنه مؤمن آل فرعون.

لننظر في موقفه وفي ولائه حين عزم الطاغية فرعون على قتل رسول الله موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام. لقد قال مؤمن آل فرعون كما حكاه القرآن عنه:

{وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ { [سورة غافر: ٢٦] .

واسم هذا الرجل حبيب النجار والمشهور أنه قبطياً من آل فرعون. وكان يكتم إيمانه عن قومه القبط، ولم يظهره إلا هذا اليوم حين قال فرعون

{ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى { [سورة غافر: ٢٦] .

فأخذت الرجل غضبه لله عز وجل و (أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر) (١) .

ولا أعظم من هذه الكلمة وهي قوله أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله (٢) .


(١) أخرجه أبو داود (٤/٥١٤ ح ٤٣٤٤) في كتاب الملاحم والترمذي (٦/٣٣٨ ح ٢١٧٥) في كتاب الفتن وقال حديث حسن غريب من هذا الوجه، وابن ماجة (٢/١٣٢٩ ح ٤٠١١) في الفتن ومسند أحمد (٣/١٩) والنسائي في البيعة (٧/١٦١) وقال الألباني صحيح: انظر المشكاة (٢/١٠٩٤) .
(٢) انظر تفسير ابن كثر (٧/١٣٠) .

<<  <   >  >>