للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخالفهم فيه غيرهم من أهل البدع كالخوارج والمعتزلة (١) ، والقدرية (٢) .

(ومسألة خروج أهل الكبائر من النار وتخليدهم فيها مبنية على هذا الأصل وقد دل عليه القرآن والسنة والفطرة وإجماع الصحابة. قال تعالى:

{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ { [سورة يوسف: ١٠٦] .

فأثبت لهم إيماناً به سبحانه مع الشرك، وقال تعالى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمان فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ { [سورة الحجرات:١٤] .

فأثبت لهم إسلاماً وطاعة لله ورسوله مع نفي الإيمان عنهم وهو الإيمان المطلق الذي يستحق اسمه بمطلقه:

{الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ { [سورة الحجرات:١٥] .


(١) المعتزلة: هم الذين قالوا بخلق القرآن وجحدوا الرؤية. ويكذبون بعذاب القبر والشفاعة، والحوض، ولا يرون الصلاة خلف أحد من أهل القبلة، ولا الجمعة إلا وراء من كان على أهوائهم. انظر في ذلك كتاب السنة للإمام أحمد ص ٨١ وتلبيس إبليس لابن الجوزي (ص٣٠) .
(٢) القدرية: هو الذين يزعمون أن إليهم الاستطاعة والمشيئة وأنهم يملكون لأنفسهم الخير والشر والضر والنفع، والطاعة والمعصية، والهدى والضلال، وأن العباد يعملون بدءاً من غير أن يكون سبق لهم ذلك من الله عز وجل أو في علمه وقولهم يضارع قول المجوسية. انظر السنة للإمام أحمد (ص٨١) .

<<  <   >  >>