للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخطأ الذي حصل كان ترجمة جميع العلوم ومنها "الإلهيات" عند أرسطو وأفلاطون وغيرهم!

إنه خطأ فاحش وقع فيه من وقع وإلا فما هو الدافع لاستيراد ما عند الوثنيين واستخدام أهل الكتاب في ذلك؟

وصدق حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حين قال محذراً (.. أولا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم فلا والله ما رأينا رجلاً منهم يسألكم عن الذي أنزل إليكم) (١) .

والذي حصل كما يقول الشيخ محمد الغزالي:

(إن صفو هذه العقيدة قد تعكر بالفكر الأجنبي الذي أقحم على الحياة الإسلامية وبضروب الجدل التي زجى بها المتبطلون أوقات فراغهم) (٢) .

ولكن رحمة الله بعباده تكفله جل جلاله بحفظ هذا الدين تجلت في إيجاد علماء أعلام، في كل عصر ومصر، قاموا بواجب الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله وتبصير الأمة بما شردت عنه، وزهدت فيه.

لذلك حين رأى كثير من الأئمة رحمهم الله هذا الداء الدخيل يحل على المسلمين في تصورهم وعقيدتهم قاموا بواجبهم الجهادي نحوه.

فهذا الإمام الجليل الشافعي رحمه الله يقول:

"حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأقبل على الكلام " (٣) .

ويقول أبو يوسف صاحب أبي حنيفة رحمهما الله:

" العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم " (٤) .

ثم عقب شارح الطحاوية على ذلك بقوله:

" كيف يرام الوصول إلى علم الأصول بغير اتباع ما جاء به الرسول " (٥)


(١) صحيح البخاري (ج١٣/٤٩٦ ح ٧٥٢٣) كتاب التوحيد.
(٢) الإسلام والطاقات المعطلة (ص١١٢) الطبعة الثانية.
(٣) شرح الطحاوية (ص٧٢) .
(٤) المصدر السابق (ص٧٣) .
(٥) المصدر السابق (ص٧٣) .

<<  <   >  >>