وهو يقرر أن جوهر العقيدة الإسلامية ليس إلا (لا إله إلا الله) فهو الواحد الأحد الفرد الصمد وهذا التوحيد هو دلالة العقل البشري دلالة تؤكد الفطرة السليمة لهذا العقل فلا يمكن أن يخلق العالم إلا إله واحد وإلا لحدثت بين هذا وذاك (استغفر الله ما لا تحمد عقباه) وهنا يصر شوقي على تأكيد أن أساس الشريعة الإسلامية هو التوحيد وهو فهم دقيق وعلمي للشريعة الإسلامية.
وينتقل شوقي إلى أن الشريعة الإسلامية قد رفعت من قيمة الدولة الاسلامية عندما استطاع العرب الذين لم يكونوا إلا رعاة للشياه أن يسيطروا على الفرس والروم بتمسكهم بهذه الشريعة وهذا التوحيد وقولهم:(لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) ، وذكر شوقي أن العلم وأصول التمدن هما الأسس التي سار المسلمون بعد ذلك ثم التقشف والهيمنة على النفس للحد من انصياعها لأهوائها واستطاعوا أن يحولوا الدنيا كلها في عصرهم إلى ملتهم ودينهم بما أعطوه لمن حولهم من قدوة حسنة فقد ساروا على الشريعة الاسلامية نحو الفلاح وإلى الطريق المستقيم، ثم ينهي الأبيات ببيتين من أبيات الحكمة يصف فيهما عدل المسلمين الذي لا يقارنون فيه بمن سبقهم، فقد نالوا به السعادة في الدنيا والاخرة.
ونلاحظ أن شوقي لم يكن في مستواه الفني في هذا الغرض، فهو لم يتعمق كما تعمق البوصيري في تناوله معاني الشريعة الاسلامية وصفاتها، ولكنه ركز على التوحيد بالله كجوهر رئيسي لهذه الشريعة ثم يتكلم كلاما عاما بأنها غراء وقامت عليها الأسس، ثم يعرج على أن أمة الرعاة عندما استمسكت بهذه الشريعة استطاعت أن تهزم الأكاسرة والقياصرة وأن تنال السعادة والمكانة في الدنيا والاخرة ولا نجد الروعة في أبيات أحمد شوقي إلا في البيت الأول والبيت الأخير فقط، أما باقي الأبيات فهي انشائية منظومة متكلفة وليست كعادة أبيات أحمد شوقي ولا بتألقه وجمال سبكه ونظمه، ونجد أن هذا الجزء الذي تحدث فيه عن الشريعة الاسلامية قد تفوق فيه الامام البوصيري على أحمد شوقي أمير الشعراء لما بين الشخصين من فروق في دراسة الشريعة الاسلامية والتعمق في الدين الاسلامي من ناحية العلم والعمل.